'لعبة جيرالد' فلم ينتمي لأدب الغموض
و الرعب للمخرج " مايك فلاناغان"، و هو من بين الأفلام الجميلة لسنة 2017،
مقتبس عن أحد الروايات التي تحمل نفس العنوان للكاتب الشهير "ستيفن كينج"،
الرعب في هذا الفلم مبني على جانب نفسي أكثر من جسدي، مليء جدا بالنقاشات المثيرة و
التخيلات العقلية، و معظم الوقائع تدور في غرفة واحدة.
يروي هذا العمل قصة زوجين 'جيرالد' و 'جيسي' اللذان يقرران قضاء أسبوع في منزل على إحدى الشواطىء، ذلك بعد فراق دام 6 أشهر بسبب الإظطراب الذي كان حاصلا بينهما، هذه الرحلة بالنسبة للزوجة جيسي ستنقلب رأسا على عقب، ذلك عندما يقوم جيرالد بكشف ميوله السادية، و يربطها على السرير، ثم يتعرض لسكتة قلبية مفاجئة، فتبقى الزوجة جيسي مربوطة من كلتي يديها مع إطار السرير، فكيف ستخرج من هذا المأزق ؟
أثناء المشاهدة نلاحظ أن الفلم كان سريعا
شيئا ما في الوصول إلى ذروة الحدث، فالمواقف المشوقة تبدأ مباشرة بعد وفاة الزوج، حيث
نرى محاولات جيسي من أجل البقاء على قيد الحياة، و لا ننسى الإضافة العبقرية
"عنصر الخيال" التي جعلها المخرج تلعب دورا مهما في خلق الأحداث، فجيسي
بسبب قلة الماء و الأكل ستعيش مجموعة من الرؤى و الهلوسات الغريبة، و التي من خلالها
سنعرف ماضيها المؤلم و طفولتها القاسية.
لم يكن هناك رعب حرفي بمعنى الكلمة، إذ
أن الوقائع المرعبة في الفلم أغلبها يتمثل في : الخوف من الموت و الماضي، الصراع النفسي
الداخلي، و يبدو أن التحرش التي تعرضت له جيسي في صغرها من طرف والدها المنحرف، ساهم
بشكل كبير في تأسيس شخصيتها و طبيعة تفكيرها، فالتخلص من ألم الماضي ينعكس بصورة أكبر
في علاقتها مع زوجها، فالفلم صراحة رائع جدا و يحمل في جعبته الكثير من الإثارة و التشويق.
على كل هذا نكتشف أن المخرج في النهاية يجعلنا متشككين
قليلا، فالخسوف حسب الفلم قد يأثر على سلوكات البشر ( جدير بالذكر هنا أن منظرالخسوف
في الفلم تضمن في شكله نوعا من الجمالية الفنية)، مما يبين أن هناك رؤية ميتافيزقية
في الحبكة ، ثم هل ذلك الكائن المخيف حقيقي أم جزء من خيال جيسي ؟ و لماذا لم تجد الشرطة
خاتم الزواج الذي فقدته جيسي ؟ فالفلم يتسم بأجزاء غامضة و غير مفهومة شيئا ما، و مع
ذلك فالمفاجآت المستمرة في هذا العمل تجعلنا نتشبت بالفلم أكثر، محاولين معرفة مصير جيسي.
تقييمي : 3,5/4
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق