الجمعة، 23 يونيو 2017

أفلام طويلة : فلم A Coffee in Berlin 2012


'مقهى في برلين' فلم ألماني للمخرج 'جان جيرستير' يندرج ضمن صنف الدراما و الكوميديا, تم تصويره باللون الأبيض و الأسود, يعتمد بشكل كبير على تصوير المكان بكيفية أكثر قتامة, و يجمع بين الفكاهة الساخرة مع النقد الإجتماعي لصورة الذاكرة الألمانية, داخل قصة بسيطة للغاية حول شاب إسمه 'نيكو' كل مايريده هو الجلوس وحيدا مع كأس من القهوة و العيش مع أفكاره لا غير.

عند التأمل في هذا العمل السينمائي نرى أن المخرج يقدم لنا تجربة ناجحة, تتمثل على شكل مفارقة : هل السعي إلى شرب كأس من القهوة هو رؤية سطحية للحياة الحديثة أم كمحاولة لخلق مثالية جديدة بصورة مختلفة ؟ هذا بالظبط ما يحاول الفلم عرضه, و يتمثل هذا العرض كله في شخصية نيكو التي تتميز ب: الإنطباع الهادىء, التهور, اللامبالاة, إنعدام المسؤولية .. بالإضافة إلى علاقته مع الآخرين.

مع أن الفلم يركز على تصوير ظاهرة الحياة الألمانية في إطارها الحديث, فهناك عدة أحداث درامية, يسيتقظ 'نيكو' صباحا بجانب صديقته ثم تهجره, يفقد رخصة سيارته بسبب القيادة في حالة سكر, ينفصل عن دراسته بدون علم والده الذي كان يرسل له الأموال, يستغل 'نيكو' هذه الأموال في أشياء غير مهمة, و هكذا يتكرر الروتين اليومي عند 'نيكو', يتجول مساءا كل يوم في برلين, مع وجود رغبة ثابتة لديه هي فنجاة قهوة و الجلوس وحيدا و تجنب كل الإلتزامات.

بينما نيكو في المقهى مع صديقه, تظهر شخصية جديدة لها كاريزما قوية تدعى 'جولكمان', صديقته من الطفولة مع وجود عداوة و تشنجات بينهما في الماضي, تعرض على نيكو الحضور إلى المسرح فيوافق, ليلا يأتي متأخرا هو صديقه ثم تمر لحظات حتى نجد أنفسنا بطريقة تدريجية أمام علاقة غريبة بين جولكمان و نيكو, فكلاهما يتميزان بسلوك غريب, فنيكو أثناء العلاقة يرفض ممارسة الجنس بدون أي توضيح, فتبدأ 'جولكمان' بالأنفعال الغير المفهوم نتيجة طفولتها التي مرت بها و أنه يرفض لأنه مازال يظنها 'جولكمان السمينة' ؟!

يذكرني هذا الفلم كثيرا بفلم 'قهوة و سجائر'-2003- للمخرج 'جيم جارموش', صراحة فلم 'مقهى في برلين' هو قطعة جميلة و ملهمة بالرغم من تباطىء وقائعه, يصور لنا فكرة تعلق المرء بالماضي و تأثيره على الحاضر, و يبرز لنا بعض المواضيع التاريخية مثل نهاية الفلم الغريبة التي نرى فيها 'نيكو' يلتقي صدفة مع عجوز ثم يبدأ بإخباره عن حياته الماضية خلال الحقبة النازية, أيضا الجانب الإجتماعي فيما يتعلق بطبيعة الحياة الألمانية.

تقييمي : 3.5/4

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق