الخميس، 9 مارس 2017

أفلام طويلة : فلم Nymphomaniac: Vol. I 2013


الفلم من إخراج و كتابة الدنماركي 'لارس فون ترايير' و إنتاج سنة 2013 , و هو من ضمن آخر أفلام المخرج المثيرة للجدل و الجريئة, يندرج ضمن نوعية الدراما و يحوي على نمط العامل الجنسي بشكل مفرط شيئا ما.

في هذا الشريط السينمائي سيتعرف فيه المشاهد من كل جانب على مفهوم الشبق الجنسي, بأسلوب عملي تطبيقي لا يستميث المخرج, في التردد عن تصويره بلقطات جنسية مثيرة كاشفة قريبة من الإباحية. 

يجسد الفلم قصة التي هي أيضا قصة بدورها داخل الفلم, ففي أحد الليالي الممطرة يخرج 'سلجمان' (ستيلان سكارسغارد) من منزله, بينما هو في الطريق يمر عبر زقاق مظلم فيعثر على فتاة ملقاة على الأرض تدعى 'جو' ( تشارلوت غاينسبورغ), مصابة و تنزف دما فيحاول أن يتصل بالإسعاف و لكنها ترفض, ثم يأخذها إلى منزله من أجل مساعدتها فيتبادلان الكلام و الحديث, ثم تشرع 'جو' في إخبار 'سلجمان' عن حياتها و الدروب المظلمة التي مرت منها خلال فترات مراهقتها و شبابها.

ما الجانب المظلم لهذه الفتاة ؟ لماذا تشعر بعقدة الذنب ؟ إنها الشهوة المطلقة و الرغبة في الجنس بشكل غير منقطع في أي حالة : حزن أو فرح أو وحدة.. هكذا يعطي المخرج الصورة عن تلك الوضعية, ذلك من خلال الكلمات التي نسمعها على لسان 'جو', تصف فيها ماضيها وعلاقتها المتعددة مع الرجال , المشاكل التي أثارتهم بسبب شبقها الجنسي, و الألم الذي تركته في حياة الآخرين وعلاقتها المعقدة مع أبيها, ثم في نفس الوقت نسمع 'سلجمان' و هو في كل مرة يروي عن قصته, مع الصيد و الهوية اليهودية و سر الأرقام و الموسيقى, مع الربط بين قصة 'جو' و كلمات 'سلجمان'.

قد ينفر بعض المشاهدين من الأسلوب المتتبع في الفلم و طبيعته, لكثرة اللقطات الإباحية و مع ذلك نجد أن مثل هذه المواقف الجنسية, لها دلالة بشكل أكثر في تعريف معطى الفلم, قد نصيغ من جهة أخرى, أن هناك تجسيد لثورة على الذات و قيم المجتمع التقليدي, فعندما نسمع 'جو' تنتقد مفهوم الحب و تشويهه للأشياء و الجرائم العديدة, التي وقعت بإسمه خلافا للشهوة الجنسية, فإننا نتأكد بطريقة غير مباشرة على كون أن الحب حسب الفلم, هو زيادة عن اللازم و أن في نهاية المطاف يبقى الجنس هو الهدف الأخير و الأسمى, أضف إلى ذلك أيضا مسألة إنشاء طائفة على يد 'جو' مدافعين عن فكرة الشبق الجنسي, يحاولون تحطيم مفهوم الأسرة و العائلة و غيرها من الوقائع, التي تعزز بشكل كبير المعاني الموجودة في الفلم.

المخرج في الحقيقة يجعلك تتعلق أكثر بالفلم, فعبقرية 'لارس ترايير' دائما نجدها في معظم أعماله السينمائية و لا يخلو واحد منها, الفلم بداخله ينقسم إلى عدة فصول و كل فصل يحمل عنوان, يحدثنا فيه عن علاقات 'جو' الماضية مع كل شخصية مختارة, أما الفلم بأكمله فينقسم إلى جزئين كلاهما أنتجا في نفس السنة, لذا يبدو الفلم كأنه دراسة لشخصية معقدة و متضاربة, تحت بنية تربط العديد من الحلقات من حياة تلك الشخصية المركبة, مع وجود دائرة من المناقشات الفكرية الرائعة حول الإدمان الجنسي و الهاجس و الرغبة الدائمة.

تقييمي : 4/4

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق