لا أستطيع إخفاء إعجابي الشديد بتلك الأفلام
التي تتعدى عروض القصة، حيث تجد في جوهرها نوعا من الألغاز و الرؤى الخفية بطريقة غير
مباشرة، فهذا العمل يحكي عن فتى يدعى 'بازو' شجاع و قوي، في ليلة ما بينما هو عائد
إلى منزله، يبصر في السماء نورا أخضرا متوجه نحو الأرض، يذهب مسرعا إلى هناك فيعثر
على فتاة تطفو فوق الهواء، فمن هذه الفتاة ؟ و ما حكاية بلورتها السحرية ؟
من حيث الأسلوب فالفتى 'بازو' و الفتاة 'شيتا'
يمثلان عنصران مهمان في معالجة القصة، فكل الأحداث ترتكز عليهما، إنطلاقا من بداية
تعارفهما نهاية بمحاولة النجاة و الهروب، ثم إن هذه العلاقة ستخضع لتطور بطيء، إذ أن
الفتاة 'شيتا' تمتلك نورا مقدسا، جعلت كل من الجيش و الحكومة يلاحقانها، ثم في نفس
الوقت يتجلى لنا الجانب الأسطوري في تلك القلعة الموجودة في السماء قبل 700 سنة.
أثناء تتبع القصة نكتشف عنصرا غامضا، أحدهم يدعى
'موسكا' و هو عميل سري يرافق الجيش بحثا عن الفتاة، و لكن الأمر يتعدى كل هذا، حيث
في تلك اللحظة يتبين أن كل من موسكا و الفتاة الهاربة 'شيتا' يمتلكان الدم الملكي،
و بواسطتهما سيستطيعان إحياء تلك القلعة الغامضة، إلا أنهما لن يتوافقا بسبب إختلاف
هدفهما، داخل كل هذه الأحداث نصطدم بعدة أفكار
و كلمات مقدسة : النور، الدم الملكي، القلعة، النار الحارقة في العهد القديم.
ما سأقدمه الآن سيكون قراءة شبه تحليلية مبسطة
تترواح ما بين الصواب و الخطأ، لكون أن هناك لقطات و أجزاء من الفلم تراءت لي كنوع
من الإسقاط الديني، فتلك الكلمات التي ذكرها موسكا عند تدمير الجيش من الواضح أن لها
أهمية جدا، فساكو يقول : 'نار السماء التي دمرت مملكة سدوم و عمورة في العهد القديم'
.. و كما هو معلوم حسب التصورات اليهودية فإن الإله 'يهوه' أحرق هاتين المدينتين و
دمرهما في عهد الأباء.
إذن فهل ساكو يلعب هنا دور الملاك أو الإله العبراني
؟ ثم إنه حسب الفولكلور اليهودي مدينة أوريشليم في فليسطين، هي مجرد إنعكاس للمدينة
المقدسة في السماء، فهل هناك علاقة بين القلعة الموجودة في الفلم و هذه المدينة ؟ أضف
إلى ذلك أن العبرانيين لهم معتقد حول أن المسيا في آخر الزمان سيكون حاملا للدم المقدس
من سلالة داود، فهل ثمة اتصال بين الدم الملكي و هذه الرؤية الأسطورية؟
أما النور المقدس في الفلم، فهو يذكرنا بشيئين
إما النور الذي رآه النبي موسى على الشجرة حيث ظهر له الرب، أو تلك النار المقدسة التي
كانت في الهيكل الذي كان في زمن سليمان، طبعا قد يكون ما ذكرته إلى الآن خاطئا، و أن
المخرج فقط إستعار الكلمات و الأفكار و أسس من خلالها قصة، ربما معتمدا بذلك على قاعدة
المجاز، و لكن مع ذلك يبقى كإحتمال، نظرا لتعدد التوجهات الفكرية.
تقييمي : 4/4
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق