''أبناء الأرض'' فلم وثائقي طويل للمخرج " شون مونسون"، أنتج سنة 2005، يطرح الفلم قضية ترتبط بالإنسان و علاقته بالحيوانات، متناولا الموضوع من عدة جوانب و مجالات، ينقسم إلى خمس فصول و كل فصل يحمل عنوانا متصلا بمحتواه، و الفصل أيضا بدوره يتجزء إلى عدة فروع, مع توجيه مجموعة من الإنتقادات الحادة حول الإستخدامات الفظيعة التي يقوم بها البشر تجاه الحيوانات.
هذا الفلم هو إستعراض شامل لجانب جد مظلم من الجنس البشري، يحمل بين خطوطه مجموعة من المشاهد المرعبة، التي تبين مدى قساوة و وحشية الإنسان، يأخذنا المخرج عبر عدة ملاجىء و مراكز و شركات عالمية، تتم فيها عمليات قتل الحيوانات و تعذيبهم و ذبحهم، بطرق جد شنيعة، لدرجة أن المشاهد قد ينفر من بعض اللقطات التي تصور مشقة الحيوانات و ألامهم.
الممثل " جواكان فونيكس " هو من يلعب دور المتكلم طوال مدة الفلم، في الحقيقة هذا العمل السينمائي يحمل عدة وقائع صادمة، فاجئني شخصيا و لم أكن أتوقعها، ببساطة إن اللحوم التي نأكلها في منازلنا و التي تباع في الأسواق و المحلات، و التي تصنع منها الملابس، يشرع المخرج في شرح أصول تلك اللحوم و من أين جائت ؟ و كيف ذلك ؟ متتبعا ذلك مند لحظة الإمساك بالحيوانات نهاية إلى ذبحها و سلخها.
يبدو الفلم أنه يحتوي على عدة من المقاطع الخفية، لمجموعة من حالات التعدي على الحيوانات في المزارع و الأماكن المخصصة، الفلم ركز على كل من البلدان : امريكا، اليابان، الهند و إسبانيا، أيضا يتضمن كمية كبيرة من اللقطات التي تبين إستغلال الحيوانات ( البقر، الدجاج ...إلخ) في كل من المجال : العلمي، الترفيهي، الأكل، الملابس و غيرها، فبالنسية لي نجح المخرج بطريقة جد مدروسة، في خلق نوع من الإحساس لدينا بالتعاطف تجاه هذه الحيوانات البريئة.
جدير بالتذكير أن إفتتاحية الفلم جد عظيمة مع تلك الكلمات التي نسمعها، بالإضافة إلى كل من الموسيقى و الإقتباسات الأدبية، من جهة أخرى الفلم يحمل رسالة واضحة : الدعوة إلى رفض أكل الحيوانات، و الإعتماد فقط على حياة نباتية، فمن من منظور الفلم : إن ممارسة التمييز النوعي يجب أن تتوقف، و أن كل الكائنات الحية أبناء الأرض جميعا، يستحقون الحياة و الرعاية، فالفلم صراحة يجب على كل إنسان مشاهدته، نظرا لما يحتويه من خفايا و قضايا صادمة, و معلومات جد مهمة حول طرق إستغلال الحيوانات في المصالح البشرية.
تقييمي : 4/4
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق