جلنا نحب تلك الأفلام ذات النسمات الفانتازية و المبهرة التي ترسم لنا الحياة بكل جماليتها و سحرها من أمال و أسرار و حكايا معبرة في ظل قصة تعود بنا إلى زمن قديم نسبيا متناولة مواضيع حياتية مرتبطة بأطفال صغار يخلقون عالمهم الخيالي و المثالي بعيد عن كل شيء.
فلم 'الحديقة السرية' للمخرجة 'أنيسكا هولندا' يدخل في هذه النوعية و يأخذنا إلى أبواب الماضي مع الطفلة الجميلة 'ماري' التي تبلغ من العمر عشر سنين تعيش في الهند مع والديها اللذان طالما ينشغلان و قلما يكلمان إبنتهما و في أحد الحفلات يحدث زلزال فيموت والدي 'ماري' فيتم ترحيلها إلى إنكلترا عند قصر عمها.
بعد وصولها تتغير الأمور هناك و تصبح 'ماري' بمثابة شعلة الحياة في ذلك القصر حيث ستنير الطريق لعمها للخروج من حزنه و إكتئابه الذي أصابه مند وفاة زوجته و أيضا ستساعد إبنه 'كولين' للتخلص من مرضه مع وجود شقيق الخادمة 'مارثا' الأصغر الذي يدعى 'ديكون', يركز الفلم من نقطة أخرى على تصوير الفتاة 'ماري' و علاقتها بالخادمة الصارمة 'ميدلوك' و تأقلمها مع الحياة الجديدة و إكتشافها للحديقة المحرمة السرية التي هي مكمن الأحلام و الخيال و الأسرار.
مراحل الفلم تقوم على 3 عناصر : 'ماري' و 'كولين' و 'ديكون' حيث أن كل تغيير على مستوى تسلسل القصة يكون مرتبطا بهؤلاء الثلاثة و في نفس الوقت تصور المخرجة مدى إنسجامهم مع بعضهم البعض في جو من الفرح و الإبتسامة بأسلوب سلس و ممتع غير ممل.
الفلم يصنع في نفسية المشاعد نوعا من التأمل في قيمة الحياة و براءة الأطفال و لب الوجود و يخلق شعورا بالسرور و قدسية الأصدقاء و الحب و لا يخلو السيناريو عبر حروفه من المفاجآت و الإبداع, ينتهي الفلم بخاتمة عظيمة تعبر عن رسالة حول العيش بكل فرح و تفاؤل وسط العائلة و يجتمع الأب مع إبنه بعد فراق حزين و مع إبنة أخيه 'ماري' بمعنى آخر النهاية عظيمة تحمل في داخلها السعادة و البهجة.
تقييمي : 3.5/4
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق