الأربعاء، 17 مايو 2017

أفلام طويلة : فلم Before I Fall 2017


'قبل أن أسقط' أو 'اليوم الأخير من حياتي'، هو فلم درامي أمريكي للمخرجة ' روسو يانغ', يتناول الفلم في حبكته موضوعا وجوديا، نجد هذا الموضوع أو الفكرة متكررة في عدة أفلام أخرى - مثل فلم يوم جراوندهوج 1993- مما يظهر أن هذا النوع من النصوص السينمائية يخضع لطريقة خاصة في سرد الأحداث، فهناك تشابك شبه معقد في مسار هذا الفلم.

فتاة تدعى "سام" تعيش حياة هادئة و جميلة، من أصدقاء و نشاطات ممتعة، في صباح يوم "عيد الحب" تذهب هي و صديقاتها إلى المدرسة، يقوم إحدى أصدقائها من الطفولة بدعوتها إلى الحفلة ليلا، تقرر هي و صديقاتها الذهاب إلى الحفلة من أجل الإستمتاع، بعد نهاية الحفلة و خلال عودتهم ليلا في السيارة، يتعرضن لحادث سير، فتنقلب حياة "سام" كليا و تبدأ في البحث عن حقيقة وجودها و الحياة التي تعيشها.

 هناك علاقة ترابط وطيدة بين العنوان و المحتوى المرفق، من حيث طبيعة الفلم و وقائعه، أيضا تسلسل المواقف يتم عن طريق سرد كلمات الفتاة 'سام' و تجسيدها، إنطلاقا من أسئلتها الوجودية خلال البداية نهاية إلى الخاتمة، مع وجود عدة لقطات مثيرة للإعجاب، يمكن إعتبارها إضافات جميلة من المخرجة.

سؤال : هل الفلم فلسفي ؟ صراحة عندما أتأمل جوانب القصة ألمح إلى وجود جزء غامض من الفلم، و هذا الجزء بدوره نكتشف أن المخرجة تقدمه بصورة فلسفية، فالفلم يعتمد على نظرية فلسفية تسمى بالعود الأبدي، و هي فكرة شبه ميتافيزيقية متعلقة بالكون، حيث أن كل شيء -حسب النظرية- في الوجود يتكرر إلى مالا نهاية.

ما يؤكد ذلك هو أن الحوارات تبين هذه الفكرة، مثلا عندما نجد 'سام' في الحمام مع إحدى زميلاتها الشاذة تسألها : هل شعرت يوما ما أنك تعيشين اليوم مرارا و تكرارا و لكن بطرق مختلفة ؟، أما النقطة الأخرى و هي أن الفلم أيضا مرتبط  بالفكر الديني (خاصة الدين البوذي) و هو ما يسمى بالنيرفانا، أي التحرر الكلي من المعاناة و سلسلة تكرار العوالم، و الذي نلمحه بصورة واضحة في النهاية على لسان 'سام''.'

الفلم ممتع و يحوي عدة مقاطع موسيقية مدهشة، و الجميل هو أن كون الفلم يحمل في طياته تصوير لفكرة فلسفية، و مع ذلك أضاف عدة حيثيات درامية في جوانب القصة لجعل الفلم غير ممل، مثل حياة جولييت المعقدة، أو علاقة سام بماضيها، مع القول أن الفلم يحمل عدة معايير لقياس المغرى، نظرا لإحتوائه على حلقة دائرية من الأحداث.

تقييمي : 3.5/4

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق