فلم 'كراهية' للمخرج الفرنسي 'ماتيو كازافيتش'، أنتج سنة 1995، الفلم يعالج النظام الإجتماعي الفرنسي إبان الأحقاب الأخيرة من القرن 20، من إظطرابات و فوضى و أزمات إجتماعية، تتمثل في ثلاث شخصيات من أصول و أعراق مختلفة، و هؤلاء الثلاثة من خلالهم تتطور أحداث الفلم.
يروي الفلم حول الشاب العربي 'سعيد'، و اليهودي ' فنز' و الإفريقي 'هوبرت'، جمعتهم الأوضاع المزرية و المشاكل المادية فيما بينهم، و يقطنون بقرب بعضهم البعض في حي عشوائي، و في كل يوم يواجهون عدة مشاكل سواء من رجال الشرطة أو العصابات، و في نفس الوقت اليهودي 'فنز' يعد نفسه بقتل شرطي إذا مات صديقه في المستشفى "أبديل"، فتتوالى باقي مواقف الفلم في تصوير وضع هؤلاء الثلاثة و ما يمرون به خلال أربعة و عشرون ساعة.
الجانب التصويري للكاميرا بعتمد على اللون الأبيض و الأسود، و هذه الإضافة من المخرج جعلت الفلم يتناسق مع ما يعالجه في حبكته، من قضايا شائكة و فساد المجتمع و إنهيار المبادئء الإنسانية في فرنسا، تحديدا في مدينة باريس، الفلم في مغزاه نستشعر فيه بلمسة عبثية أصابت المجتمع الأوربي بشكل عام، و تجريده من القيم و سقوط المنظومة الأخلاقية.
التأثيرات الموضوعة التي تظهر عبر مستويات الفلم، تجعل المشاهد يعايش تلك اللحظات
المتضاربة من ألم و حزن و معاناة، و من نقطة اخرى نرى أن الفلم يصعب التنبؤ بأحداثه
خلال المشاهدة، خاصة فيما يتعلق بالنهاية التراجيدية، التي لم يكن من المتوقع حدوثها, و في الحقيقة الجانب الدرامي للفلم قوي بإعتبار هذا الجانب كتصوير مميز لدورة مستمرة
لا تنتهي من الكراهية و اليأس.
أعتبر هذا الفلم رائعة من روائع السينما الفرنسية، جميل و عميق في طرح الموضوع
بشكل مذهل جدا، يجعلك تتسائل في كثير من نقاطه، و الشيء المثير للإعجاب هو تلك الخطوة الذكية التي قام بها المخرج, حيث أنه ربط بطريقة مذهلة بين كلمات الإفتتاحية التي تصف سقوط إنسان من طابق مرتفع, و بين الحوار
الذي دار بين كل من اليهودي و الإفريقي على إحدى أسطح البنايات ليلا حول مصير المجتمع.
تقييمي : 3.5/4
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق