كل الأفلام التي تقدم علاقة الرب مع الإنسان, مجملها تكون في سياق فلسفي و مضمون درامي, و لكن هذا الفلم الذي في صدد التحدث عنه, يغلب عليه الطابع الكوميدي و لمسات الخيال, و قصته بالرغم من أنها إتباعية شيئا ما, إلا أن السيناريو الذي يقوم عليه مبنى الفلم قد جعله مقنعا.
يعود إنتاج الفلم إلى سنة 2003 للمخرج "توم شادياك", و القصة تدور حول شاب يمتلك سلوكات و تصرفات عشوائية, يدعى " بروس" (جيم كاري), يعمل في أحد الإستديوهات الإخبارية و يحاول جاهدا الحصول على منصب المذيع التلفزي, إلا أنه يجد الكثير من العوائق فيفشل في الوصول إلى هدفه, بعد طرده من الشركة يعود ليلا إلى منزله, مع صديقته الجميلة "جريس" (جينيفر أنيستون), فيقع بينهما خصام ثم يخرج بروس غاضبا من منزله, يائسا يحمل الرب مسؤولية كل شيء, و بينما هو على الطريق في سيارته يصطدم بعمود, ثم يبدأ بشتم الرب و لعنه و يتحداه, لحظة يرن هاتفه و لكنه يتجاهله, ثم في اليوم التالي يرن الهاتف مرة أخرى فيجيب, و من هنا تتغير حياة بروس كلها.
إن جمالية هذا الفلم تكمن بالظبط في الأحداث, التي ستقع بعد تلك المكالمة الغير المتوقعة بتاتا, حيث أن المتصل هو الرب بنفسه (مورغان فريمان), أراد أن يلتقيه في أحد المباني التي تبدو عجيبة, و بعد إلتقاء بروس مع الرب, يقوم الرب بعرض صفقة على بروس, تتمثل في أن يصبح بروس يمتلك كل صلاحيات الرب و قوى خارقة, تجعله إله لمدة 7 ايام, فيبدأ بإستغلال تلك القوة في صالحه.
هناك نوع من التصاعد السردي السريع للفلم, فالشخصية الأساسية التي تتأطر في بروس, تتغير مع كل مشهد إلى آخر, و تبرز جميع تناقضاتها من حيث الإختيار و السلوك اليومي, بالإضافة إلى وجود عامل من عوامل التهكم, و السخرية الشبه المفرطة, فأحيانا في مشاهدتك تنسجم مع الفلم و تخوص في رحلته, و في نفس الوقت تسقط في حيز من الملل و الحشو الزائد في بعض الوقائع , هذا الفلم يعتبر تابعا لأفلام أخرى سابقة,من جانب النوع و المجال للممثل الكوميدي 'جيم كاري', و قد كان أداء التمثيل جيدا, مع التأكيد على تفرد الفكرة الجوهرية لسيناريو الفلم.
من جانب آخر أعجبتني بعض الحيثيات, التي تظهر على أنها تصوير لمحاولة الإجابة عن أسئلة البشر, العالقة في أذهانهم حول هذا العالم : لماذا الشر موجود ؟ كيف يعمل الرب ؟ و لماذا لا يتدخل في مساعدة اليائسين ؟ ماذا لو كنت أنا الرب ؟ كيف كنت سأتصرف؟... إلخ من الإفتراضات و الإستفهامات, التي سيعايشها المشاهد, مع تلك الجوانب التي سيكشفها مسار الفلم.
كان من الممكن أن يكون الفلم أفضل بكثير, لو تم إخراجه في سيناريو درامي, بعيدا عن التسلية و الكوميديا الزائدة, لكون أن الفكرة رائعة للغاية , و تتطلب في صياغتها السينمائية قدرا من الجدية, و هذا لا ينفي أن الفلم ممتع و مدهش, أكثر من أنه يثبت قيمة العمل و الحبكة.
تقييمي : 3/4

شاهدته وبحال لي قلتي كان غيكون perfect لو كان السيناريو درامي ماشي كوميدي .. شكرا على التحليل
ردحذفشكرا على مرورك الطيب صديقي
حذف