الأربعاء، 30 نوفمبر 2016

أفلام طويلة : فلم Le mari de la coiffeuse 1990


"زوج مصففة الشعر" فلم فرنسي درامي-رومانسي-كوميدي, أنتج سنة 1990 للمخرج 'باتريس لوكونت', و هو من الأفلام الفرنسية التي أبهرتني بحق و تعلقت به من البداية إلى النهاية, و أحداثه معظمها تجري في مكان واحد و هو صالون الحلاقة, وسط جو من الحب و الإبتسامة و كلمات الماضي.

'أنطوان' هو رجل عجوز مولع بالثقافة الشرقية, تحديدا النغمات الموسيقية و الألحان العربية, يحدثنا هذا الرجل إنطلاقا من المقدمة عن حياته و طفولته, عندما كان يبلغ من العمر 12 سنة, و كيف أصبح معجبا بمصففات الشعر من النساء, و الموقف الذي تعرض له في أحد الصالونات التي توجد بجانب منزله مع المصففة 'شيفير',بعد وفاة هذه الأخيرة (شيفير) و مرور سنوات طويلة, صدفة يتعرف العجوز إنطوان على 'ماتيلدا' الشابة الجميلة و الفاتنة, صاحبة محل الحلاقة التي تصغره سنا, و التي أحبها و عشقها من النظرة الأولى ثم يتزوجان بعدها.
بعد كل هذا يصور الفلم طبيعة تلك العلاقة بينهما,  و مدى إرتباطهما و إنسجامهما مع بعض, إنطلاقا من الجنس و الكلام و المواقف الطريفة, الإضافة التي أعطت للفلم رونقا من الإنبهار, و معايشة الوقائع بكل العواطف و الأحاسيس, هو لحن الموسيقى ( للملحن مايكل نيمان ) المرفقة مع الفلم , و قد كان لها دور كبير في بروز قيمة الحدث, مع القول أن هناك تسارع في الأحداث نسبيا فيما يتعلق بالمقدمة, بين أنطوان و ماتيلدا و زواجهما.

مع كلمات 'أنطوان' التي يسردها من خلال صوته, يظهر أن الفلم يجمع ما بين الماضي و الحاضر من خلال وضع لقطات من الطفولة, ثم لقطات من الحاضر في شكل صور متحركة متتابعة, و التي تبدو كأنها خليط من الذكريات و الحقائق, حول موضوع واحد مشترك و لكن بطريقة مختلفة, المخرج من خلال نصه السينمائي هذا يتبين أن كل ما يحدث بين هذين الزوجين العشيقين, من حب و تفاؤل و حياة و جمال و غيرها من نسائم الوجود, هو مجرد وهم و كذبة و هذا ما يوضحه مصير 'ماتيلدا' التراجيدي الحزين و المفاجىء و الغامض أيضا.

النهاية تجعلنا نطرح سؤال : هل الإنتحار من نصيب المتفائلين أم المتشائمين العدميين ؟ و هل التصرفات تبين حقيقة ذلك الإنسان أم أن سلوكاته هي مجرد تمثيل و محاولة لتحمل هذا العالم ؟ قد يستغرب المشاهد من النهاية الغير المنتظرة, و هذا برأيي معطى قوي من المخرج و كاتب السيناريو في تقديم حقيقة, تتجلى أن ما يوجد في نفس الإنسان و فكره, لا يمت صلة بما يظهره في محيطه الخارجي و في علاقته مع الآخرين, فلم رائع و عظيم للغاية, و المتعة التي يحويها هي متعة ذات نظرة خاصة, و رؤية مغايرة عن الحب و الصداقة و الموت.

تقييمي : 3.5/4

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق