فلم درامي للمخرج السويدي 'إنجمار برغمان'،
يتسم هذا الفلم بالكثير من المواقف الحزينة و المؤلمة، الأحداث من البداية إلى النهاية
تدور داخل منزل واحد محيط بالضباب، مع أربعة نساء: ثلاث سيدات شقيقات و خادمة، نرى
أن 'برغمان' يتبع أسلوبا يبدو غريبا جدا في تناول القصة.
لو أخذنا جميع أعمال 'برغمان' لوجدنا فلم " صباح و همس" له مكانة خاصة و إستثنائية، إن برغمان في تقديمه لعرض هذا الفلم، يخلق بعدا نفسيا جوهريا بناءا على وقائع مختلطة من الذكريات و الحاضر، يرسم من خلالها حياة و ماضي كل شخصية من النساء الأربعة.
إن القصة لا تبدو في ذاتها كاملة الوضوح، لدينا "كارين" و "آجنس" و "ماريا" شقيقات و علاقتهن مع بعض مظطربة، ثم لدينا أيضا الخادمة "آنا" الهادئة و المطيعة، من خلال هذه الشخصيات، نسج برغمان حبكة الفلم و مغزاه، إذ أن كل إمرأة تمثل عنصرا جزئيا يكمل الآخر، و لا طريق لفهم القصة إلا من خلالهن.
'كارين' تعتبر الشخصية الأكثر عصبية، علاقتها مع زوجها جد معقدة، 'ماريا'
تلعب دور الخائنة و لكن بصورة شيئا ما غامضة، 'آجنس' تعاني من مرض غريب يشبه قليلا
حالة الصرع، و هي تمثل نقطة و بؤرة إجتماع الشخصيات، ثم 'آنا' المتدينة التي تعيش علاقة
سرية على ما يبدو مع "أجنس''.
إن الصورة التي يعتمدها 'برغمان' في تصوير حبكة الفلم، هي تشكيل إستقلالية خاصة لكن شخصية، ذلك بواسطة تقسيم الفلم و إعطاء حيز لكل واحدة من أجل عرض شريط حياتها، إنطلاقا من ماضيها مع الكلمات التي نسمعها على لسانها، مع إسقاط ذلك الماضي على الحاضر في آن واحد, و يبدو هذا الإسقاط يتجلى في رمزية الساعة و الزمن.
'برغمان' إعتمد بشكل كبير على خلفية الفلم، اللباس الذي نلحظه كثيرا هو الأبيض، أما جدران المنزل فهي باللون الأحمر، مما أعطى رؤية شاعرية للصورة، النساء يشتركون نفس الأحاسيس : الحزن، الضيق، العبث و الألم، بالإضافة إلى كل من الصراعات النفسية و القلق.
إن الصورة التي يعتمدها 'برغمان' في تصوير حبكة الفلم، هي تشكيل إستقلالية خاصة لكن شخصية، ذلك بواسطة تقسيم الفلم و إعطاء حيز لكل واحدة من أجل عرض شريط حياتها، إنطلاقا من ماضيها مع الكلمات التي نسمعها على لسانها، مع إسقاط ذلك الماضي على الحاضر في آن واحد, و يبدو هذا الإسقاط يتجلى في رمزية الساعة و الزمن.
'برغمان' إعتمد بشكل كبير على خلفية الفلم، اللباس الذي نلحظه كثيرا هو الأبيض، أما جدران المنزل فهي باللون الأحمر، مما أعطى رؤية شاعرية للصورة، النساء يشتركون نفس الأحاسيس : الحزن، الضيق، العبث و الألم، بالإضافة إلى كل من الصراعات النفسية و القلق.
هذا الفلم هو أفضل مثال يبين أهمية الصور و جماليتها، اللون الأحمر في كل مكان، خطوة جد عبقرية من 'برغمان'، اللقطات المظلمة للشخصيات، من الواضح أنها عبارة عن قراءات مخيفة لنفسية الإنسان، بالإضافة إلى إعتماد إنجمار في نقل المشاهد أيضا باللون الأحمر.
اللغز الحقيقي لهذا الفلم، يتجلى في الجزئية الأخيرة، نستشعر فيها نوعا من الغموض، من خلالها يعتمد برغمان على عنصر الخيال و الحلم، كمشهد سريالي يختم به قصة هؤلاء النساء الأربعة، و فيها يظهر الوجه الحقيقي و ينكشف القناع لكل واحدة من هن.
تقييمي : 4/4
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق