فلم 'رأس ممحاة' من إخراج و كتابة ' ديفيد لينش'، أنتج الفلم في أواخر السبعينات تحديدا سنة 1977، في هذا الفلم الفريد الذي تم تصويره بالأبيض و الأسود، نجد أن النمط القصصي فيه بعيد كل البعد عن الفهم و الإستوعاب، إذ أن مسار القصة غير موجود أصلا، و معظمه عبارة عن سلسلة من الوقائع الغريبة و صور متسلسلة مقززة، مع وجود شخصية تلعب الدور الرئيسي تدعى ’’ هنري سبنسر’’.
إن خلفية الفلم القائمة على التصوير السريالي للأحداث، تترك المشاهد يعيش في دائرة من الحيرة و التعجب، و ذلك بسبب طبيعة سيناريو الفلم و عناصره، فهناك إنعدام تام لكل من : القصة، السرد، البداية و النهاية... و في نفس الوقت يتكون الفلم من عدة شخصيات تمثل وقائعه، و هي شخصيات غير مفهومة من حيث سلوكاتها.
مع وجود شخصية ترسم مجموعة من الأحداث في الفلم، يتبين أن "سبنسر" هو المتحكم الأساسي في تطور المواقف، فهو إنسان غريب الأطوار و يتسم بتصرفات عجيبة بالإضافة إلى تسريحة شعره الملفتة، يعيش في مدينة صناعية و يسكن وحيدا في غرفة مجهولة داخل إحدى طوابق البناية، و دائما يرى عدة أحلام مع إمرأة فاتنة، بالإضافة إلى هلاوس أخرى التي تبدو عديمة المعنى.
جدير بالتأكيد على كون الفلم هو نوع من التجسديات التي تصور أفكار المخرج ديفيد لينش، أيضا هناك شيء آخر فيما بتعلق بالفلم، و هي إحتواءه على عدة لقطات مقززة لكائن غريب، لا ندري قط ما المغزى من وجود هذا الكائن؟ و كيف جاء ؟ و من هو ؟.. أضف إلى ذلك الإشمئزاز و النفور الذي يتركه الفلم في نفسية المشاهد.
إذا ما أردنا تصنيف الفلم لوجدنا انه منفرد من حيث المضمون، و يتصف بالسريالية المفرطة، و تركيب معقد غير سليم للحبكة، و مع ذلك فإني شخصيا أعشق هذه النوعية، و ذلك من باب حبي للسريالية بشكل خاص، فالفلم يجرد الواقع من حقيقته، و يحطم منطق السينما، و يعتمد كثيرا على لغة الصورة، و يستبعد دور الحوار و الكلمات، فهو فلم يعتبر تحفة صنعها المخرج ’ديفيد لينش’ بطريقة مبدعة.
تقييمي : 4/4
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق