الشيء الذي لا أحبه في بعض الأفلام سواء القصيرة أو الطويلة هو عدم وجود رابط أو صلة ببعض الأحداث من أجل إستوعاب فكرة الفلم و مع ذلك أبقى محاولا و مركزا لكي أعرف الحبكة أو المضمون و هذا بالظبط ما وقع لي مع هذا الأنيم القصير بالرغم من قصر مدته التي لا تتجاوز ست دقائق فقد أعجبت به.
في هذا الأنيم (إنتاج 2016 و كتابة روبنسون بروتر ) يظهر أن مسار القصة يحركها عنصر واحد هو الفتاة التي لا ندري ما هو إسمها بل حتى العنوان لا يشير إلى ذلك الذي يحمل كلمة "مأوى" و تمتلك هذه الفتاة لوحة إلكترونية تمكنها من خلق عالمها الخاص كأنها محاكاة لوجود آخر تخلقه من أجل التخلص من وحدتها و عزلتها و في نفس الوقت يحوي هذا اللوح على كل ذكرياتها الماضية.
ما يلفت الأنظار أكثر هو أن الرسومات متقنة بشكل جيد بالإضافة إلى الصور الملونة و المناظر الطبيعية الخيالية اللافتة و أنغام الموسيقى ( تأليف بورتر روبنسون و مادوين) التي تمثل معظم الفلم و قد يكون هذا العامل أقصد الموسيقى المفرطة يحاول من خلالها المخرج إبراز روعة السيناريو و مع ذلك فأحيانا هذه القطعة السمعية تشتت إنتباه المشاهد و تفقد تركيزه فليس هناك حوار أو نقاش بل مجرد كلمات في البداية تتحدث فيه الفتاة عن وحدتها ثم النهاية تعكس بدايتها و لكن بشكل مختلف ما عدا هذين النقطتين فكل شيء آخر هو لقطات مع الأغنية المرافقة لها.
المأوى هذا عنوان الأنيم يجسد كل ماهو مرتبط بالسعادة و الخيال و ذلك من خلال الرؤى و الصور الملونة ثم يجسد المعاناة و اليأس عن طريق الصور السوداء و الأشجار أوراقها متساقطة و الظلام و لا يكتفي المخرج بذلك فقط بل يضيف الذكريات و الوقائع بشكل مرتبط كأنها عودة إلى الماضي و الشعور به و كل هذا ستمر به هذه الفتاة التائهة و الحائرة لإستئصال الوحدة من ذكرياتها فالفلم يتناول الجانب العاطفي أكثر من أنه يحكي قصة حقيقة ذات معنى و لكن ما يثير الإنتباه هو مسألة الإنطلاقة الأولى للفلم حيث نرى الفتاة و هي غارقة في الماء كأنها عملية إنتقال و عبور لعالم آخر و لكن مع ذلك يبقى القليل من التشويش في هذه المقدمة.
صراحة النهاية هي التي أنقدت الفلم و أعطته إضافة جيدة و هي رسالة في حد ذاتها و تتشابه مع فكرة أن العالم مجرد مصفوفة و كل شيء وهم فبينما نحن نتابع الفتاة في عالمها اللإفتراضي يقفز بنا المخرج في لحظة مفاجئة إلى صور النجوم داخل مركبة فضائية تسبح في الكون و أن كل ما مرت به الفتاة ليس مستبعدا أن يكون صناعة ذهنية تحت قوة خارجية.
تقييمي : 2.5/4
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق