يبدو أن هذا الفلم من ضمن أكثر الأفلام غرابة التي شاهدتها سواء على مستوى الطرح أو الأحداث, إذ أنه بعيد كل البعد عن تناول الفكرة بطريقة مفهومة أو ذات معنى, و كونه خارج عن المألوف بشكل كبير و حبكته لا يمكن تحديدها.
الفلم بالأحرى عبارة عن دائرة تتكون من 11 قصة, و لكل قصة عنوانها يملئها الحوار و تبادل الكلام و النقاش, حول الكثير من المفاهيم و المواضيع في شتى المجالات, و الشي الوحيد الذي يجمعهم كعامل مشترك هو: الطاولة والسيجارة و كوب من القهوة, أما غير هذا فالزمكان مختلف, والأغرب من هذا هو تركيبة الفلم المبنية أساسا على تتبع حوار العناصر والشخصيات و سلوكاتهم, حيث أن طبيعة المكالمة فيما بينهم غيرعادية, بل مجموعة من القفزات المتواصلة من أسئلة و أجوبتها التي لا علاقة لها بالسؤال أصلا, و كل قصة تحتوي على شخصيات يتحدثون فيما بينهم, لا ندري لماذا ؟ و ما هي حكايتهم ؟ و من هم بالظبط ؟ كل ما نعلم أنهم يتحدثون مع بعضهم البعض عن موضوع مرتبط, إماعن حياتهم أو مشاكلهم أو شيء من هذا القبيل, فالمخرج ينتقل بالمشاهد خلال مسار الفلم من كل صورة إلى صورة أخرى مغايرة, هكذا إنطلاقا من إفتتاحيته المرفقة بموسيقى غربية إنتهاءا بموسيقى الميتال.
الفلم يعود إنتاجه إلى سنة 2003 للمخرج "جيم جارموش" المشهور بالأفلام المستقلة, و قد تم تصويره باللون الأبيض و الأسود, و يوجد به بعض الوجوه العالمية من الممثلين منهم 'بيل موري' و 'كيت بلانشيت', و بالرغم من كون أن الفلم غريب في طرحه. إلا أنه أعجبني بأسلوبه الجيد, و تتبعي له كان من وراء معرفة مغزاه و طبيعة خاتمته, فهو فلم يستهدف شريحة و فئة من الناس ذوي تفكير مغاير وعجيب.
تقييمي : 3/4
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق