قد تكون أشياء تبدو صغيرة بالنسبة لنا, إلا أنها قد تغير مجرى حياة كلها من تفكير و شعور و سلوك تجاه الآخرين, سواء كانت متعلقة بأحد ما أو حدث غير مقصود , إن هذا الفلم يتناول الجانب الخفي من حياة الإنسان, الذي يظهر عند قمة اليأس و كراهية العالم و العيش في الوحدة, و مدى البؤس الداخلي للذات و أهوال الكآبة الجارحة .
الفلم انتاج بريطاني سنة 2011 للممثل و المخرج " بادي كونسيدين ", قصته عن رجل ذو شخصية حادة و تفكير صارم و محطم نفسيا, عديم الإيمان يدعى " جوزيف " بعد قتله لكلبه الوفي و مرض صديقه, يجد نفسه في وحدة بدون عائلة و أصدقاء, و في أحد الأيام يلتقي مع إمرأة مؤمنة صاحبة محل تجاري, لها مشاكل مع زوجها فيتعرفان على بعضهما البعض, بطريقة تدريجية مما تتغير حياة جوزيف كليا, مع إكتشافه لحقيقة تلك المرأة التي تخفي سرها .
كتعبير و إشارة لهذا الفلم أقول إنه كينونة تحمل الكثير من المعاني, و التصورات المنسجمة من كل جانب تتأطر ضمن أحداث متغيرة, بشكل جيد فهو يعكس مجموعة من العواطف ذات ومضة مؤلمة, قريبة من اللمسة التراجيدية و المحزنة, أما عن مسار الفلم فمن بدايته إلى نهايته يعطي فكرة جميلة, عن مدى تغير شخصية الإنسان و حياته, لأسباب بسيطة كالحب و الإعجاب و التقرب, و هذا ما نلاحظه في جوزيف في كلماته التعبيرية عند نهاية الفلم, و من حيز آخر يصور لنا الفلم لحظات الإيمان و تموضعه, بالنسبة للمرأة و علاقتها المظطربة مع زوجها و مصيرها المؤسف, عليك بهذا الفلم إذا كنت ممن يبحثون عن دراما ذات طابع مؤثر, على النفس فستجد ضالتك المنشودة فيه, فهو شيق و ممتاز من حيث التصوير و الحوار و التمثيل.
تقييمي : 3.5/4
تقييمي : 3.5/4

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق