الاثنين، 13 يونيو 2016

أفلام طويلة : فلم Driving Miss Daisy 1989



بين العجوز 'هوك' الأسود و العجوزة البيضاء العنيدة 'ليزي' مواقف طريفة و كوميدية يملئها الضحك و الغرابة و الابتسامة و الترفيه فالعجوزة ليزي تستغل أي حيز أو جانب كيفما كان لكي تعاند فيه سائقها العجوز هوك من خلال خلق المواقف المناسبة على مستوى الكلام و الحوار معه و الأفعال إلا أن العجوز هوك يمشي في سياق تفكيرها و سلوكاتها بشكل يجعله راض و هدف غير سهل مستبشرا بالضحك و الابتسامة و يتحمل سلاطة لسانها و عنادها. 

تحاول العجوزة ليزي بكل ما أوتيت من قوة خلال تصرفاتها هذه أن تثبت أنها ما زالت إمراة شابة في عقلها و تفكيرها و أنها هي صاحبة أمور المنزل وأشغاله - مع علمها بأنها اصبحت غير قادرة على المسؤولية الا انها تريد ان تثبت نفسها - بالإضافة إلى وجود عنصر الإبن و تدخلاته في كل مرة لعلاج وضع من أوضاع أمه المرتبطة بعلاقتها مع السائق هوك و لكن الجميل في أحداث قصة الفلم هو أن العجوزة حتى مع عنادها الكبير إلا انها تأخد بنصائح العجوز ''هوك'' في غيابه.

 مسار هذه العلاقة الموجودة بين ليزي و هوك سيبدأ بالتطور من خلال الإنفتاح على بعضهما البعض و إنتقال العلاقة الى رابطة صداقة حيث يتبادلان الكلام بشكل أكثر و يخبران بعضهما البعض عن حياتهما الشخصية ثم إلى علاقة إنجداب و إعجاب خاصة من العجوزة ليزي حيث أنها تلاحظ طوال الوقت أن كل ما تفعله من موقف تعاند فيه هوك إلا وجدت هوك يحترمها و يساندها.

الفلم يعود الى حقبة الثمانينات و هو بدوره يحكي عن قصة أحداثها تقع في الستينات فهو كوميدي في سياق و اطار هادىء يجسد فكرة جميلة من خلال أحداثه المرتبطة و المتناسقة بين بعضها البعض و كل ما يوجد بهذا الفلم يستحق المشاهدة من بدايته انطلاقا من موقف حادثة سقوط السيارة للعجوزة ليزي إلى نهايته داخل دار العجزة و المخرج أبرع في تقديم اللقطات و الأحداث المبهرة و أداء التمثيل كان جيدا للغاية , بمعنى آخر الفلم كل شيء فيه جميل و ممتع من مشاعر و أحاسيس و مناظر خلابة و مواقف جيدة تجعلك تشعر كأنك تعيش أحداث عصر الثمانينات داخل الفلم و قطعا لا يوجد به ملل بل يجعلك تتابعه بشغف.

إن كنت من عشاق أفلام الثمانينات التي تدخل ضمن الكوميديا فستجد ضالتك فيه فالفلم مضمونه بسيط و حبكته رائعة و أحداثه طريفة و مواقفه شيقة و نقاشات تتأطر داخل عالم عقول العجزة و حياتهم و منهج تفكيرهم تجاه الأمور المحيطة بهم و أحاسيسهم المتغيرة و هذا ما تم تقديمه في الفلم تحت اطار سيناريو جيد و مميز.



تقييمي : 4/4

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق