
هذه عادة المخرج الإيطالي 'سرجيو ليون', أفلامه دائما عن الغرب الامريكي تكون ذات تصوير فني و قصصي رائع, وهذا الفلم هو الجزء الاول من سلسلة أفلام الغرب الامريكي, ثم يليه الجزء الثاني "من أجل المزيد من الدولارات", ثم يليه الفلم الأشهر على الإطلاق "الطيب و الشرس و القبيح", هذه السلسلة كلها تم انتاجها في حقبة الستينات الكلاسيكية بشكل مميز,إلا أن كلامي سيكون عن الجزء الاول من السلسلة.
"كلينت ايستوود" صاحب الشعر الاشقر, أسطورة سينما القرن العشرين بكل تجلياته الفنية, و تمثيله المقنع و الجيد و أسلوب كلامه الجميل, يقدمه في هذا الفلم الكلاسيكي, فكلينت يلعب دور رجل مجهول و غامض, لا إسم له مجهول الهوية, و لا ندري من أين اتى ؟ و إلى أين هو ذاهب ؟ وكل ما نعلمه عنه, هو أنه ذكي و لعوب في تصرفاته, و يتقمص دور شخصيتين و هدفه من هذا الأسلوب, هو جمع أكبر قدر من المال و الذهب.
في أحد الأيام يصل خلال رحلته في الصباح إلى قرية صغيرة, في غرب أمريكا يوجد فيها حرب و نزاع تاريخي, بين الحين و الآخر, ما بين عصابة " الهوجو" و عصابة "الباكستر", من خلال هذا الصراع وللاستفادة من هذا الوضع, يقوم الرجل الغامض بالتفكير بشكل ماكر كالثعلب, ثم يضع نفسه في الوسط بين هذين العصابتين, و يتلاعب بهما, حيث يعمل عند كل واحد منهما بشكل خفي عن العصابة الاخرى, عن طريق مساعدتهم و نقل الأخبار إليهم, من مجموعة الهوجو الى مجموعة الباكستر, و العكس بالعكس تحت اطار من الحيطة و الذكاء, و مما زاد فرصة حصوله على قدر كبير من الذهب, هو مرور الجيش المكسيكي من خلال القرية, و هم ينقلون شحنة مليئة بالذهب, إلا أن مسار كل هذه القصة يأخذ جانب سلبي غير متوقع, للرجل الغامض حيث يقع تحت فخ من طرف عصابة الهوجو.
هذا الفلم حبكته من البداية إلى النهاية, تدور داخل قرية صغيرة, خارج المدينة مع مجموعة من الأحداث المناسبة و المتناسقة, التي تعطي في الأخير, صورة من طراز قوي و تحفة سينمائية , أيضا الفلم عبارة عن مغامرة و إثارة مستمرة , فالفلم يقدم قصة مدهشة, تجعلك ملما به بشغف ولهفة, داخل جو قديم بعود بك إلى فترة الستينات, و تعايش تلك اللحظات المثيرة, فالفلم بكل معنى للكلمة هو فلم كامل و رائع, يحتوي على بعض المواقف المحزنة و الأليمة, مع وجود بعض اللمسات الطريفة, و ما أجمل نهايته الأسطورية التي ختمت بها احداث القصة.
تقييمي : 4/4
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق