مما لا داعي لإثباته هو روعة أفلام الرعب مع المنوال الدرامي التي تتميز بالرؤية الفنية, ذات الرقي السينمائي الذي يعتمد في أغلبه على تأثير زاوية التصوير و ضخامة المنزل الكلاسيكي, وسط الاشجار و الضوء الخافت و سرد مجمل الأحداث بطريقة تدريجية, قريبة من القصص التقليدية تحت إطار من الغموض و التشويق, يملئه نوع مبتكر بشكل جميل مع حضور عامل المفاجأة,مرفقا لمسار الفلم, كإعتبار المحرك الأساسي لهذا الفلم الإسباني نجد معظمه من فروعه و أجزائه, متعلقة بأسلوب الحكي من حوارات و مواقف تحدد أكثر مضمونه و فكرته .
هذا الفلم القديم نسبيا يعود إنتاجه لسنة 2007 و قصته تحكي عن الأم 'لورا' و زوجها 'كارلوس', بينهما إبن بالتبني يدعى 'سيمون' تسكن هذه الأسرة في منزل ذو حجم كبير, الذي كان فيما سبق دار للأيتام و مشكلتهم تنقسم إلى إثنين, أولها هو الإدعاء المستمر لسيمون عن رؤيته لأطفال خياليين, أما المشكل الثاني الذي يمثل معظم الفلم, هو إختفاء الطفل سيمون فيحاول كل من الأب و الأم العثور على إبنهم, خاصة الأم المنهارة نفسيا و عقليا .
إذا كنت من عشاق الفن الكلاسيكي لمجال الرعب فعليك بهذا الفلم, ستجد فيه عالمك خاصة أنه ذو لمسة أوروبية ساحرة , و لغة مختلفة مما يجعلك محطما للتكرار الهوليودي, و لكن يجدر الإشارة إلى أن هذا الفلم في جوهره نوع من العلامات, التي تحتاج إلى الإنتباه القليل و للنقاش الذي يدور عبر مراحل الفلم من أجل فهم القصة, النهاية أعجبتني جدا حيث أنها تربط ما بين عالم الأحياء والأموات, تحت كلمات الرواية بين الماضي البعيد للمكان من أفكار و شخصيات و عناصر, فهو فلم عظيم يقوم على أوتار الرعب الصامتة.
تقييمي : 3/4
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق