فلم يحتوي على قصة عظيمة تحتاج إلى نظرة شاملة من بدايته إلى نهايته, و معظم أحداثه تتسم بالرؤية الميتافيزيقية عن الحياة البشرية, ذات طابع كوميدي خيالي, مما أضاف لمسة مختلفة بشكل آخر, و الذي لاشك فيه أن المشاهد للفلم ستخطر على باله حفنة من الأسئلة.
ماهو الزمن؟ هل يتجه في مسار مستقيم أم كحلقات مفرغة أزلية ؟ و هل المصير الأخير يتجلى في الموت ؟ ماذا لو كانت حياتنا التي نعيشها كل يوم مجرد إعادة لما جرى البارحة بطريقة لا ندركها ؟.. و ما إلى ذلك من الأسئلة, و هذا يرجع لكونه أكثر من مجرد فلم, بل شبيه بكينونة فنية تعبر عن حكمة قديمة بأسلوب ممتع و مبتكر.
تم إنتاج الفلم سنة 1993 للمخرج "هارولد راميس", و حبكته عن رجل يدعى 'فيل', يعمل كمقدم نشرة للأخبار الجوية في محطة تلفزيونية, يصل في رحلة إلى أحد المدن الثلجية هو و زميلته في العمل 'ريتا' و'لاري', من أجل إعداد تقرير عن مهرجان سنوي, و بعد إنتهاء اليوم يستيقظ 'فيل' في اليوم التالي صباحا, فيلاحظ أنه يعيش سلسلة من تكرار الوقائع نفسها دون الآخرين, و أن ما عاشه البارحة هو نفس الشي سيعيشه في هذا اليوم و في الغذ هكذا ما لا نهاية, فيحاول 'فيل' استوعاب الأمر, مع إستغلاله لهذا الموقف لإصلاح أخطائه, و تحقيق رغباته و التقرب من 'ريتا'.
كخط خفي للفلم فإنه يرسم فكرة الأبدية و الخلود كبعد فلسفي, يشمل مسعى الإنسان و شعوره بالغربة, حيث يعالجها كلعنة, عوض حلم و فردوس مفقود, و هذا ما نلاحظه في 'فيل' حينما يفشل في الهروب من واقع التكرار السرمدي, و في لقطات أخرى تجد المخرج يعبر عن الغرور البشري و تعجرفه, من خلال إدعاءات 'فيل' عن كونه إله أو فوق البشر, بعد أن أدرك حتمية واقعه إلخ من الأفكار العميقة, إفتتاحيته تبدأ يتصوير السماء مرفقة بموسيقى بأسلوب رائع و كذا نهايته التي تبين مصير 'فيل', و مدى قوة الحب و ما ينتج عنه من تغير على حياة الإنسان, بل حتى على الخطة الكونية.
الفلم بالرغم أنه مميز بمواقفه الكوميدية, إلا أنه يحوم حوله الغموض فنحن لا ندري ماذا يجسد الفلم بالظبط ؟ حيث في قالبه توجد ومضة متعلقة بخاتمته المربكة قليلا, حيث يستيقظ 'فيل' في صباح يوم آخر مختلف فاقدا لبعض ذكريات البارحة, كوجود 'ريتا' بجانبه طول الليل, و هذه الحالة شبيهة بما يحدث للإنسان بعد استيقاظه من نومه ناسيا لبعض أجزاء الحلم, فهل يا ترى أحداث الفلم كلها مجرد حلم عاشه في عقله أم عاشها حقيقة أم أن هناك شيء آخر ؟
تقييمي : 4/4

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق