إثارة نفسية و ملحمة فكرية ضمن سيناريو أسطوري و محتوى ذو بعد عقلي محض وسط الكثير من المزايا و الخطوط المميزة التي توجد في هذا النص السينمائي و هو من نوعية مختلفة حيث مسار الفلم يبرز مفهوم المؤامرة و الخدعة بأسلوب مدهش و مثير و لكن بلمسة طريفة و مزحة من العيار الثقيل حول شخصية مشهورة و ملتزمة عمليا و التي تمثل معظم ما يقدمه الفلم من أحداث و وقائع.
عند المقدمة يبدأ الفلم بعرض تصوير لكاميرا محمولة عن ذكريات الطفولة و الأسرة لرجل الأعمال نيكولاس الثري و لكن شيء واحد لاينفك عنه و هو رؤيته لإنتحار والده عندما كان صغيرا و مع ذلك فهو يعيش حياة فاخرة و متزوج سابقا و له أخ يدعى 'كونراد' و في أحد الايام صباحا يوم عيد ميلاده يلتقي نيكولاس مع أخيه الأصغر هذا في مقهى فيعطيه كونراد بطاقة بمناسبة عيد ميلاده عن شركة تدعى 'سي إر أس' تقدم لعبة غامضة بغرض الترفيه فيتوجه إليها نيكولاس للمشاركة فيها مما ستتغير حياته كليا رأسا على عقب و سيقع في دائرة من المفاجآت و الصراعات و الشكوك خلال خروجه من مأزق هذه اللعبة.
إنتاج الفلم يعود إلى أواخر التسعينات سنة 1997 للمخرج 'ديفيد فينشر' و الصورة التي يقدمها تظهر موضوعا عبقريا يقوم على نهج فني عظيم يشمل كل ما يتصل بالتلاعبات العقلية وسط سلسلة من التغيرات الذهنية الذكية التي تقفز على أنماط تفكيك العقل و عرض أوهامه و حقائقه فهو في طبيعته خاصة خلال مسار أحداثه تلاحظ كأنك تعايش هذه اللعبة عبر تتبعك لتحركات نيكولاس و أحيانا تبدو لك هذه اللعبة قريبة من التشويش و بين كونها حقيقة أو خديعة ؟
متعة هذا الفلم أيضا تظهر في رغبة معرفة خاتمته و حقيقة تلك اللعبة و مصير نيكولاس و ما يخزنه الشريط من مغزى فهو يعرض بشكل متناسق مواقفه و زوايا الرؤية و التعبير للمشاهد عن مدى تعدد المفاهيم المرتبطة بالفكر و الألغاز و حلها.
من جانب آخر نجد الفلم يعطي مستويات متنوعة عبر مراحله تقدم جوانب مهمة من شخصية نيكولاس و علاقته التي ستصبح مربكة مع من يحيطون به من أصدقاء و أقارب حيث أن اللعبة في حقيقتها تتعلق بكل من يوجد في الفلم و هذا ما يتبين في نهايته المبهرة فهو صراحة فلم لامع و مثير بكل معنى للكلمة و أداء قوي من الممثلين في خلق شخصيات جديدة و يحمل في داخله العديد ما يمثل رقعة الدراما المميزة و مسلك الغموض.
تقييمي : 3/4
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق