من كثرة ما يحويه الفلم من اللقطات الكوميدية و المواقف الفكاهية المبتهجة, جعلته شيئا فشيئا مكتسبا نوعا خاصا غير معتاد , و الطريقة التي يجري بها الحوار بين شخصيات الفلم ممتعة جدا, تجذبك أكثر إليه و تتركك مندهشا, و الأكثر من ذلك أن الفلم تحت اللون الأبيض و الأسود, يقدم موضوعا متغيرا في قالب درامي مضحك و طريف.
الفلم أنتج سنة 2012 للمخرج 'نوا بومباك', و قصته تدور عن الشابة 'فرانسيس' (الممثلة جريتا جورج) ذات الظل الخفيف, مع صديقتها 'صوفي' (الممثلة ميكي سومنر) بعد أن كانتا تقطنان في شقة واحدة, تنتقل 'صوفي' إلى مكان آخر ثم ترتبط مع شاب, فتحاول 'فرانسيس' الوحيدة عيش حياتها بطريقة خاصة, و منظور مختلف تبحث فيها عن مبتغاها, وسط الكثير من الأشياء المحيطة بها.
الفلم في مغزاه يوجد به العديد ما يستحق ذكره نظرا لإحتواءه لعدة من الأحداث الملهمة, و تركيبته الفنية في تصوير الحبكة تعطي ومضة قوية في مضمونها, فقد أعحبني جدا من بدايته المختلفة إلى خاتمته السعيدة, الفلم يمكن القول عن مساره ينقسم إلى مرحلتين, أما الأولى فتصور شكلا كوميديا مرحا متفرع في عناصره, أما الثانية فترسم لوحة تمثل روح الحياة, بأسلوب درامي أكثر جمالية عن الصداقة و المستقبل و الحب.
الحياة في أواخر العشرينات أمر مخيف, البعد عن الاصدقاء, الزواج, الإنجاب و البحث للحصول على المال, الكل مهتم بنفسه, و مع ذلك تحاول أن تجد نفسك, 'فرانسيس' هي من تفهم هذا القلق, و تسعى لتعزيز ذاتها, لم أكن متوقعا الكثير من هذا الفلم نظر لقصر مدته نسبيا, و لكن مع ذلك وجدته يستحق المشاهدة, فهو يمزج ما بين الدراما و الكوميديا تماما في قصة منتهية البساطة, و النتيجة هي صورة ممتعة و مسلية, السحر الفني الذي يرافق هذا الفلم الترفيهي يتجلى أيضا في سمفونيته الموسيقية, التي تساعد أكثر بإعطاء لمسة شاعرية تحرك المشاعر, وفق وقائع الفلم , لدرجة أنه يمكن فهمه على أنه فلسفة تفاؤل و رؤية جديدة , عن مفاهيم الحياة اليومية بناء على شخصية فرانسيس و حياتها.
تقييمي : 3.5/4
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق