ماذا يعني هذا الفلم بالظبط ؟ و ماذا يحاول أصحابه أن يقدموا فيه ؟ أجد نفسي أمام فلم يقوم على مجموعة من السيناريوهات المختلفة, في غياب التناسق و إستحضار الفكرة, اذ أن الفلم و هو بالأحرى ليس فلما بمعنى يحوي قصة و عناصر و شخصيات ثابتة, بل إنك لا تكاد تجد فيه معنى مرتبط أو أحداث مفهومة, سواء على مستوى المضمون أو الصورة الفنية, ضمن قصص متعددة و مجزئة ذات طابع مفارق و متنوع.
هذا الفلم كله ما هو إلا عبارة عن مجموعة من الفيديوهات المتقطعة و الغريبة و المفزعة و المقززة, تختلف بين الشخصيات و الحبكة و الزمكان, و جل الأفكار المرعبة من سحر و شياطين و مختلين عقليا و وحوش و أشباح و مسوخ و غيرها, توجد في هذه الأشرطة و يتم تجسيدها بشكل متغير بأسلوب يملئه الغموض تجعلك حابسا لأنفاسك, مع الشعور بالارباك و الارتياع مرفقة بتصوير غير ثابت, من خلال كاميرا متحركة مما زادت هذه الميزة في نسبية واقعية الفلم واثارته .
الفلم من انتاج سنة 2012 من طرف مجموعة من المخرجين, و قصته عن فريق من الشباب المتهورين يقتحمون منزلا قديما, فيجدون رجل كأنه ميت أو فاقد للوعي على أريكة و بجانبه مجموعة من أشرطة الفيديو, فيبدأ هؤلاء الشباب بدافع من الفضول بمشاهدة هذه المقاطع, التي هي بدورها تمثل المسار الرئيسي للفلم .
هذا النمودج أو الشكل من السينمائيات لا يبدو جليا أن له شعبية بين الجمهور, إلا أنه قطعا يمكن اعتباره موجة فريدة و جديدة, النقطة الأخرى أن هذه النوعية لا تعرف عامل الملل أو الضجر, بل يملئها عنصر المفاجئة و التشويق, أضف الى ذلك أنها متنوعة خاصة أن هذا الفلم, كأنه يأخذك الى كل عالم أسود تلتمس فيه القليل من الخوف و الرهبة, ثم ينتقل بك الى مكان آخر مختلف و هكذا بطريقة متسلسلة, ثم ينتهي على شكل خاتمة غير متوقع و غامضة.
الفلم له جزء ثاني سنة 2013 و هو أيضا كان جيدا و أعجبت به كثيرا, خاصة أن هذا الجزء فهمت منه بعض الإشكاليات التي لم أفهمها في الجزء الاول, أما الجزء الثالث سنة 2014 فقد كان مستواه فاشلا و سخيف جدا.
تقييمي للجزء الأول : 2.5/4
تقييمي للجزء الثاني : 3/4
تقييمي للجزء الثالث : 0.5/4

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق