لاشك أن عامل التربية و بناء الشخصية يعتبر مهما في حياة الإنسان, فكل أفكاره و تصرفاته و مفاهيمه الأخلاقية, تبنى على هذا الأساس إنطلاقا من نعومة أظافره إلى بلوغه, لكن ماذا لو كانت حياة الإنسان قريبة من التعقيد مبنية على تربية, لا يستطيع مقاومتها تجعله مندفعا الى أخذ منعطفات خطيرة في حياته ؟
الفلم من إنتاج سنة 1960 إخراج 'مايكل بويل ' يدخل ضمن مجال الدراما و الرعب, قصته عن شاب اسمه " مارك " منعزل يعمل كمساعد للتصوير في استوديو, حيث يقوم بقتل ضحاياه من النساء العاهرات في خفاء و يصورهم بكاميرا فيديو محمولة, ثم في أحد الأيام يجد نفسه مع فتاة في نفس المنزل, تسكن في الطابق الاسفل فيحاول الحفاظ على عمله السري و خصوصياته.
مع إعتبارالفلم يحوي تركيبة فنية مميزة, ذات بعد يملئه الإثارة والتشويق, إلا أنه في حبكته تجسيد مرتبط لما يسمى بعلم النفس و تفسيره لسلوكات هذا الشاب, و جوانب شخصيته المظلمة وعقدته النفسية الناتجة عن الخوف المزروع فيه, من طرف أبيه خلال مرحلة صغره و نشوءه عبر مسار من الأحداث و التوقعات, التي تعطي إنطباعا قويا عن أهمية طبيعة مرحلة النمو, من خلال عرض الأسباب و النتائج لهذه الأخيرة, و هذا بالظبط ما نلاحظه في الفلم عند نهايته الحزينة, فالفلم يرسم بشكل جيد صورة متعددة الرؤى و التوجهات.
تقييمي : 3/4
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق