حول إعتبار الجنس كأداة مهدئة ثم مرورا و تطورا إلى ذروة الألم مع تمكينه كطقس ضمن معتقد خرافي, هكذا يبدو الفلم في صياغته السريالية و إسقاطاته الأسطورية الملحمية, و فكرته الغامضة و مساره الذي يبدو خليطا مبعثرا من النقط, و خيوط متشابكة جدا في الأحداث ما بين ربطها من جانب الرؤية و الحلم, و من جانب الواقع و الحقيقة, و الأهم هو صبغته الميتافيزيقية المتجزئة, و المتفرعة في وقائع الفلم و شخصياته و زمكانه بشكل يصعب إستعابه.
الفلم من انتاج سنة 2009 للمخرج " لارس ترايير " و قصته عن زوجين يتعرضان لمحنة, خاصة الأم نتيجة فقدان ابنيهما مما سيؤدي الى حزن الأم و انهيارها, و تغير لطبيعة تصرفاتها و سلوكها, مع محاولة الزوج مساعدتها , المعلوم أن هذا الفلم له مجموعة من التفسيرات, التي تم تقديمها حسب كل مشاهد إلا انني لا أريد الدخول الى هذه الدائرة من الشروحات, لكي لا تفقد القصة جماليتها و مغزاها عند القارىء, و تركها له لفهمها من زاوية رؤيته, الشي الأخر هو أن الفلم يعطي حضور قوي للعلاقة الجنسية, كشكل من أشكال التعذيب الذاتي أو ما يسمى بالمازوخية , المرتبطة بنفسية و جسد الأم, و من جهة ثانية فالفلم يحتاج الى قدر من التركيز, نظرا لكونه قريب شيئا ما للغز يصعب حله, و قد يشعر المشاهد ببعض الضياع خلال مراحل الفلم, فهو ينقسم الى 4 فصول و لكل فصل عنوانه, و يحوي على الكثير من المضامين المتداخلة, و يخلق الكثير من الأسئلة حول أحداثه, من افتتاحيته الغريبة مرورا الى الغابة الساحرة, و الرؤى العجيبة التي تحمل رموزا غامضة, و اللقطات المحيرة ثم الى خاتمته الغير المفهومة حول دلالتها و عناصرها .
تقييمي : 3/4

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق