ماذا لو كان هذا العالم الذي نعيش فيه ما هو إلا عبارة عن محاكاة حاسوبية لعالم آخر ؟ ماذا لو كنا فقط مجرد تركيبات الكترونية يتم التحكم فينا و في حياتنا ؟ و أن الزمن و الواقع و الحقائق ما هي الا أوهام مغروسة في عقولنا و ذكرياتنا ؟ و أن كل معارفنا المكتسبة و سلوكاتنا و أحاسيسنا ما هي الا ضرب من الأكاذيب ؟
هذا الفلم يطرح هذه الأسئلة بطريقة ذكية و مميزة ممزوجة بقصة مرتبطة بكل زوايا رؤية الحياة البشرية و لا تخلو أحداثه إلا و تجد فيها السقوط الزمني المتعلق بالماضي و الحاضر بل ما يزيد في روعته و غموضه هو إتسامه بعنصر المفاجأة على مستوى مراحله المتصاعدة.
تم إنتاج الفلم سنة 1999 للمخرج " جوزيف روسناك " أما حبكته أو قصته ببساطة بدون التعرض الى تفاصيلها و الحفاظ على نص السيناريو من أجل عدم الحرق فهي تتحدث عن اكتشاف رجل يدعى" فولر " لشيء خطير متعلق بالوجود البشري فيترك رسالته و شيفرته في حاسوبه قبل مماته فيحاول صديقه "دوجلاس " فهم هذه الشيفرة و حل اللغز عن طريق آلة زمنية تعود به الى زمن الثلاثينات الموازي.
لاشك أن هذا الفلم خاصة فكرته عند معرفة طبيعتها أو أصلها تجد أنها ذو طابع فلسفي و هي تذكرني بأحد النظريات التي قدمها الفيلسوف الاغريقي" أفلاطون " تدعى بنظرية " كهف أفلاطون " عن أشخاص يعيشون في هذا الكهف منذ نعومة أظافرهم و كل ما يشاهدونه في ذلك الكهف خلال حياتهم هو ظلال الحيوانات نتيجة انعكاس أجسادهم للنار المشتعلة خلفهم و في يوم من الأيام يتحرر أحد هؤلاء الأشخاص و يخرج من الكهف و يجد العالم الحقيقي و أن عالم الظلال الذي كانو يعيشون فيه مجرد وهم , أيضا قصة هذا الفلم متشابهة شيئا ما بسلسلة "الماتريكس" المشهورة الا أن هذا الفلم أخذ منحى بعيد جدا و خيال عميق و نهايته أعجبتني كثيرا و في نفس الوقت غير متوقعة وأداء الممثلين كان جميلا.
تقييمي : 3/4
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق