فكرة أن تكون هناك أرض أخرى في نظامنا الشمسي شبيهة بأرضنا و أن تكون ذواتنا لها نسخ متكررة في عوالم أخرى لا تكاد أن تكون مقبولة علميا بل بالأحرى هي عبارة عن فكرة فلسفية من حيث الأساس أما من حيث الدليل فلا يوجد إلا أن هذه النظرية الميتافيزيقية قد أخذت طابع فني يتجلى في عالم السينما و سحرت المخرجين السينمائيين.
هذا الفلم عبارة عن دراما عميقة بصبغة علمية خيالية يربط كل من الماضي و الحاضر بشكل هادىء و مبتكر و يجعلك في وضع صعب داخل سيناريو بين الاعتراف و النسيان و يجسد تأنيب الضمير و عقدة الذنب بأسلوب جميل , الفلم تم انتاجه سنة 2011 للمخرج "مايكل كاهيل " عن فتاة تدعى " رودا " في أحد الليالي و هي عائدة إلى المنزل في سيارتها تستمع للراديو عن إكتشاف كوكب شبيه بكوكب الارض و في لحظة ما تصطدم سيارتها بسيارة يركبها رجل و عائلته فتتعرض هذه العائلة للوفاة ما عدا الأب فتحاول " رودا" التخلص من عقدة ذنبها الذي لا يغتفر من حيث تكوين علاقة معرفية مع هذا الأب و تبقى حائرة بين شجاعة الاعتراف له و بين النسيان مع محاولتها للسفر الى الأرض الثانية من أجل استغلال فرصة أخرى للتكفير عن ذنبها.
الفلم مليء بالأفكار الفلسفية و كلمات الفيزيائيين عن هذه النظرية بشكل قد تشعر كأنك تعايش هذا الاكتشاف إلا أن الفلم في تركيبته التي تقدم هذه اللوحة تلاحظ كأن هناك إختلاط في الأحداث فبعض اللقطات تجعلك تشك في أن المخرج يقدم حياة هذه الفتاة من زاوية الأرض الأولى و مرة من زاوية الأرض الثانية كأنك تشاهد ذواتين لفتاة واحدة و أضف إلى ذلك مشهد النهاية و هو عبارة عن لحظة صادمة و مفاجأة و هي بالظبط ما جعلتني أنا ضائع شيء ما حيث حسب الفلم في أحداثه نجد أن الفتاة "رودا" يتم قبولها في رحلة نحو الارض الثانية ثم في النهاية نجد الفتاة كانها إستبعدت فكرة السفر و هي عائدة إلى المنزل فتجد نسختها الاخرى و تلتقي معها و هنا السؤال : هل مشهد النهاية مرتبط بالأرض الاولى أم الثانية ؟ و من هي النسخة التي سافرت عند الاخرى ؟ هذا بالظبط ما يجرب ما معرفته الا و ستبقى فكرتنا عن الفلم خاطئة أو فاقدة لسيناريو ما.
تقييمي : 3.5/4

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق