إنتاج ألماني سنة 2012 للمخرجة 'شورتلاند' و المخرج 'موخيرجي' و جبكته عن قصة مقتبسة من أحد روايات الحرب للكاتبة البريطانية 'ريتشيل سيفرت' و قصته في زمن الحرب العالمية الثانية تحديدا عند نهايتها.
عن أسرة ألمانية حول أب ينتمي للتيار النازي يقوم هذا الأب بترحيل عائلته نحو منزل وسط غابة كثيفة من أجل النجاة بحياتهم بعد إنهيار الجيش الالماني فيتم القبض على الوالد النازي ثم يتم إعتقال الأم فيما بعد فيبقى الأبناء لوحدهم فتحاول الشقيقة الكبرى أن تعتني بأخوتها خلال مسيرتهم في الغابة متجهين إلى المكان الذي وعدتهم أمهم بلقائهم هناك مع وجود شاب يهودي يلتقون به خلال محنتهم فتنشأ علاقة بين الشقيقة الكبرى و بين هذا الشاب بعد مجموعة من الأحداث كأنها علاقة حب و إنجذاب خاصة من الفتاة و هذا ما يتضح في نهاية الفلم.
حبكة الفلم تتضمن بعدا تراجيديا يجسد مأساة و معاناة مؤلمة لهؤلاء الأبناء في غياب الوالدين و مقاومتهم لتلك المصائب والويلات التي ترافق زمن الحرب إذ أن الفلم يأخذك إلى عالم قاس لا رحمة و لا شفقة فيه حيث كل إنسان عدو لأخيه الإنسان و الكل يفكر لنفسه من حيث المأكل و المشرب و المبيت فالفلم لا يتناول مخاوف الحرب من زاوية الجنود أو الأسرى أو المحاربين كما كان معتادا خلال أفلام الحرب بل يتناول القصة من زاوية الأطفال الأبرياء و نظرتهم تجاه هذه الفوضى و الصراعات بنظرات يملئها الحزن و الخوف و ما أشد المواقف الموجودة في هذا الفلم التي تم تقديمها داخل القصة .
ما يثير الفلم ايضا و يزيد من جماليته على مستوى الإختلاف هو مراحل نشأة العلاقة بين الأخت الكبرى و الشاب اليهودي الذي إلتقت به هي و أخوتها خلال مسيرتهم المؤلمة بعد ما كانت تحاول الهرب و الإبتعاد عنه حيث العلاقة يملئها التضارب و بعض النفور إلا في الخاتمة تأخذ العلاقة منحى آخر مفاجىء, التصوير كان جميلا و الأحداث متناسبة و جيدة مع وجود بعض المواقف المفاجئة و الفلم عندما ينتهي المشاهد منه يدرك حقيقة أن السلم و الأمن نعمة و أن الحرب لطالما كانت حماقة و تفاهة بشرية بدون أي سبب فقط تحركها المصلحة الشخصية و الأهداف ذات البعد الإديولوجي على حساب الابرياء و الضعفاء فالفلم ممتاز بكل ما فيه.
تقييمي : 4/4
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق