من إخراج 'تود هينز' و تمثيل كل من 'جوليان مور' في دور الأم و الممثل 'دينيس كويد' في دور الأب من انتاج سنة 2002 ينتمي لمجال الدراما و الرومانسية , لن تجد فلما مثل هذا الفلم الذي يأخذك إلى عصر الخمسينات تحت سحره و جماليته و عالمه ضمن قصة رائعة تتضمن إختلافا يناقش أفكار كانت غير مقبولة أيام هذه الفترة و ممنوعة في المجتمع الامريكي.
يحكي الفلم عن المرأة الشقراء 'كاثلين واترك' الطيبة الحنونة الثرية والتقليدية المهتمة بأسرتها حيث تجد نفسها داخل مأساة عاطفية و حيرة نفسية بعد إكتشافها لحقيقة زوجها الذي وجدته و ظبطته في علاقة مثلية مع شاب آخر مما تتحول حياتها إلى حالة من الحزن مع محاولتها هي و زوجها 'فرانك' العثور على علاج يشفي ما يعانيه الزوج إلا أن الأمر يأتي بالفشل و في نفس الوقت تجد المرأة الشقراء نفسها مع شخص بستاني زنجي يعمل عندها في الحديقة يدعى 'رايموند ' الطيب مع أخد 'كاثلين' الحيطة من ان يتم كشف علاقتها التي تتأطر تحت مفهوم الصداقة إلا أن هذه العلاقة تبدأ بالتطور شيئا فشيئا و تبدأ الاشاعات تنتشر بين أصدقائها حول علاقتها مع هذا الزنجي.
إن أهم الأسس التي يقوم عليها سيناريو هذا الفلم هي ثلاثة أسس مرتبطين بشكل متناسق داخل مسار القصة و هي أولا : الحب المحرم بين عرقيين مختلفيين و طبيعة ردة فعل العامة و ثانيا وجود علاقة مثلية بين رجلين و ثالثا بشكل جزئي معاناة السود من طرف ذوي البشرة البيضاء, ما يميز هذا الفلم هو إختلافه في مضمونه عن الأفلام الأخرى التي تتناول مسألة العشق بين عرقيين مختلفين, يتنوع طرح الأفكار على جانب الأحداث و مسار القصة و ما أجمل بدايته تحت سمفونية موسيقية كلاسيكية كأنها تسافر بك الى عالم آخر قديم و جو من المواقف المرافقة المليئة بالرومانسية و المتعة , تأدية دور الشخصيات كان جيدا للغاية و أهم ما يقال عن هذا الفلم أنه مميز بشكل كامل و جميل يحرك في داخلك مشاعر و عواطف ذات بعد انساني يجعلك تعيش أكثر ابعاد هذه القصة.
تقييمي : 4/4

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق