
ما أدراك هذا الفلم رغم انه لم يأخد إنتشارا واسعا بين الجمهور إلا انه تحفة سينمائية تم تقديم فيها مجموعة من الأفكار ذات بعد خيال علمي غامض مرتبط بوجود الانسان في هذا العالم و الفلم من إخراج 'أليكس بروباس' سنة 1998.
تحكي قصته حول أحداث مرتبطة برجل يستيقظ فجأة في أحد الليالي ليجد نفسه في حوض ماء داخل غرف أحد المنازل الغريبة فاقدا لذاكرته و هويته فيحاول بكل الطرق أن يعرف حقيقة أمره و ما جرى له.
أهم عنصر يميز هذا الفلم هو عنصر المفاجأة و براعة الفكرة المرتبطة بمسار الحبكة بمجملها و مضمون السيناريو كان عبقريا جدا و ذكيا حيث أن الرجل عندما يبحث في حقيقة الأمر و في حقيقة هذه المدينة المظلمة التي لا يظهر فيها النهار أبدا و السكان لا يلاحظون هذا بسبب مسح ذاكرتهم كل ليلة بدون شعور منهم يجد الرجل أن هذا الوجود الذي يعيش فيه البشر ما هو الا وهم تمت صناعته مند الأزل قبل وجود البشر و أنه مجرد مسرح صغير بالنسبة لكائنات اخرى التي تبين أنها تتحكم في الكون و في حياة البشر و في كل شيء إلا هذا الرجل الذي لا يتم مسح ذاكرته كل ليلة بسبب هروبه منهم و تبدا الأحداث بينهم .
الفلم يحتوي على أفكار قد تكون شبه قوية تحتاج للتركيز فالمخرج يقدم هذا الفلم على أنه حقيقة عن طريق اللاوعي بالإضافة الى بعض الصبغات الوثنية القديمة كفكرة الألهة و لكن بصورة عصرية تجسدها هذه الكائنات السماوية أو الفضائية و أيضا الربط بين علماء البشر و بين هؤلاء الكائنات من خلال العمل مع بعضهم البعض بشكل سري و تقديم صورة كاذبة عن الوجود الى البشر , أيضا فكرة الوصول الإنسان إلى الكمال المطلق و السيطرة على الكون تحديدا عند نهاية الفلم عندما يبدا الرجل بصنع كون خاص به هو و زوجته.
أهم ما يجعلك تفكر في إكمال هذا الفلم خلال مشاهدتك له هو كما قلت أنفا ظهور أحداث مفاجئة داخل جو من السواد و الظلام الذي يشير إلى الغموض و يحرك اللهفة و الأحاسيس المتعلقة بعالم المجهول البعيد , التمثيل كان جيدا و الأفكار متناسقة مع العلم أنه جدير بالتذكير أن هذا الفلم يعتبر مرجعا و طريق ممهد لظهور أشهر سلسلة تدعى " الماتريكس" لتشابه الافكار بشكل كبير بينهما على مستوى الفكرة الأساسية و هي أن العالم ما هو إلا صورة مزيفة مع الاختلاف في القصة.
تقييمي : 4/4
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق